01 يناير . 8 دقائق قراءة . 697
معظمُ الأشياءَ ستكونُ على ما يُرام في النهاية، ولكن ليس كلّ شيٍء سيكون. في بعضِ الأحيان ستدخلُ في قتالٍ شرسٍ من أجلِ علاقة، هدف، عمل، مغامرة وستخسر.
في أحيانٍ أخرى ستتمَسك حتى آخرِ نهاية رمَق ولكنّك ستصل إلى نقطةٍ تُدركُ فيها أنهُ ليس هناك خيارٌ لك سوى أن تترك.
اسمعني جيداً: لن تتعلَّم دروسَ الحياة، لن تنضُج، لن تصبحَ إنسانًا أفضل من دونِ المرور ببعض الخسائر وبالتالي قبولها. إنّها سُنّةُ الحياة. هذه الخسائر ستضيفُ تجاعيداً على وجهك. لا بأس فهذه إشارةٌ إلى أنّك بكيتَ وضحكتَ كثيراً؛ خدوشاً كدليل على كلِّ المغامرات التي قمتَ بها وعلى أنك عشتَ حياتك إلى الصميم؛ والكثير من الشّيبِ لأنّكَ كنت مُهتمّاً بغيركَ.
دُمتم على وعي
أثناءَ مُرورِكَ بأيامٍ عصيبة، راقِب صِحَتك النفسيّة فهي مسؤوليتك أولاً وأخيراً. لذا لا تَلُم غيرك إذا تدَهورت. هذا الأسبوع إليكَ بعضُ التوصيات:
تواصل. صلّي. تنفّس. تمشّى.
أتركْ هاتفك على فتراتٍ منتظمة. احصُل على نومٍ جيد (أو على الأقل حاول!). أعِدْ قراءة كتاباً تحبهُ. توقف عن سماعِ الأخبارِ أحياناً. اشربْ الكثيرَ من الماء. ارتدِ ملابسكَ المُفضلة والأكثر نعومة. احضُن الناسَ في منزلِك بشدّة وبكثرة. اكتبْ رسالةً لشخصٍ تحبّهُ.
اسمعني جيداً: أضفْ الخيرَ إلى ركنِك من العالم، مهما كان شكلهُ - وتحمّل مسؤولية صحَتك وكمالَك بطرقٍ كبيرةٍ وصغيرة حتى يُمكنك الاستمرار في إضافةِ الخير. لا تخجل طلب المساعدة. هذه أوقاتٌ صعبة وعصيبة على الجميع. والأهمّ لا تتردَد في البكاء. الدموعُ كلماتٌ لا يستطيع القلبُ أنْ يبوحَ بها.
لدينا دائمًا الفرصة للسماح للأشياء الصعبة في الحياة أن تُقسّي قلوبنا. لدينا دائمًا الفرصة للسماح للألم بمنعنا من النمو. لدينا دائمًا الفرصة للسماح للأشخاص الخطأ بتوجيهنا إلى الطريق الخطأ. لدينا دائمًا الفرصة لاستخدام الأذى الذي عايشناه كذريعة لإيذاء الآخرين.
ولكن ماذا لو كان الاستبعاد مثلاً هو من أفضل الأمور التي حدثت لك في الحياة؟ يبدو الأمر جنونيًا، ولم أكن لأصدقهُ أبدًا شخصياً. لكن ذلك صحيحٌ. كلُّ تلك الدموع على عدم دعوتي علمتني التعاطف. كلُّ مشاعرِ الوحدة وانعدام الأمن أوضحت لي ما أشعر به عندما أترك أتِّرَك خارج دائرة المُقرَّبين. تعلمتُ أن ألاحظ الآخرين لأنه لم تتم ملاحظتي دائماً، وأن أشجع الآخرين لأنه لم يتم تشجيعي دائمًا.
اسمعني جيدا: عندما تُعطيك الحياة الليمون، أصنع منهُ عصيراَ. تعلّم أن تكون ذاك الشخص الذي تمنيت لو كان بجانبك في الحياة.
أعلمُ أنه من الصعب العثور على هدفٍ أثناء مرورك في العواصفِ الجامحة وغيرِ المرغوب فيها التي تَعصِف في حياتك اليوم. أعلمُ أنه من الصعب تصديق أن ما يؤذيك لا يكسرك بل يشكلك. وأعلم أن اللحظات الصعبة ستهزك وقد تحنيك، ولكني أعلمُ أيضاً بأن نفس هذه اللحظات هي التي تسقي جذورك وتخلق مساحة للنمو والتغير والتحول. في هذا المكان من عدم الراحة ستتعرف على نفسك وتُدرِك قُوتك.
اسمعني جيداً: في بعض الأحيان لكي تُصبح الشخص الذي من المفترض أن تكون، عليك أن تنمو بطرق لم تتخيلها من قبل. أنت بحاجة إلى كل من الضوء والظلام حتى تتفتح - لا توجد أزهار من دون المطر.
الأساليب التي يستخدمها الناس للتغلب على آلامهم وإساءة معاملتهم أثناء الفتراتِ المُروِعة من حياتهِم قد لا تكون المُـثلى. البعضُ تعلّم أن يستخدم طرقاً غيرَ صحيّة للتعامُل مع الألم: كالطعام، المخدرات، الكحول، الجنس، الكماليّة، أو إسعاد الناس. أنا لا أُدينك. لقد فعلت ما تُريد القيام به لتجاوز الجحيم. المفتاح هو أنك نجوت وأنت هنا اليوم.
ومع ذلك، فإن مشكلة العديد من أساليب البقاء المذكورة أعلاه أنها وُلِدت في مختبرٍ للألم وغالبًا ما تم إنشاؤها في طفولتنا أو عندما كُنّا مراهقين. ساعدتنا طرق النجاة هذه في تهدئة الألم وتخديره، ولكنها تأتي مع ثمنٍ باهظ، وهو ثمن لا يتعيّن عليك دفَعَه بعد الآن.
النبأ السار هو أنك لست مضطراً لمواصلة العودة إلى أساليب النجاة القديمة هذه. يمكنك اختيار طُرق جديدة للعيش. يُمكنك تطوير أساليب جديدة تُساعدك على الازدهار وليس مجرد البقاء على قيد الحياة. لقد دربت جسدك وعواطفك وعقلك على البقاء بطريقة واحدة في الماضي. ولكن حان الوقت الآن للتركيز على تعلُّم طرق جديدة لمعالجة ألمك.
اسمعني جيداً: أنت لم تنكسر. أنتِ لستِ بلا قيمة. أنت ناجٍ... لكن كُنْ ناجٍ يزدهر ويشفى. حان الوقت يا عزيزي وعزيزتي لبعض النمو بعد الصدمة! اليوم كُن قاصداً أن: تقف وتتنفس أكثر، تمشي لوحدك، تصلي، تكتب خواطرك، تتواصل مع الآخرين... استمر بالمشي قِدَماً. انت تتَحسن. انت تَشفى.
هناك نوعٌ من النزاعاتِ اسمهُ "النِزاع الدَوّار" (Vertigo) وهو من أقوى العوائقِ التي تحُول دونَ إقامةِ العلاقات الجيّدة. على عكس المِتلازمة الطبيّة التي تحملُ الاسم نَفسَه، يشيرُ هذا النوع من النِزاع إلى التجربةِ العاطفيّة اليومية إذ تؤدي لاستهلاك طاقة الإنسان الكاملة بعد صراع مع شخصٍ آخر، وعدم القدرة على التفكيرِ في أيِّ شيءٍ لتجَاوز هذا الموقِف. كما لو كُنّا في قلبِ إعصارٍ ولا يِمكنُنا رؤيةِ العالم خارج الجدران المُلتوية لهذا الصراع.
تخيّل أنّكَ تتجادل مع زوجتك، أنتَ تِريدُ الخروج لزيارةِ أصدقاءٍ، لكنَّ زوجتك تُريد البقاءَ في البيت. ما يبدأ كنقاشٍ خفيف يتحوّل إلى نزاعٍ مشحون عاطفياً. يطرحُ أحدكم أخطاءً قديمة؛ يشعرُ الآخرُ بالأذَى ويريدُ أن يتساوى. مع ازدياد الاستياء على حَدٍ سَواء، يتحوَّلُ هذا الخلاف إلى عَرضٍ لمظالم طويلة الأمد. في النهاية، تُدركُ أن ساعةً قد مضَت، وأنّ الوقت قد تأخّر للخروج، وأنكما مُتعبان جداً. هنا، أنتما كنتما ضحايا النِزاع الدَوّار.
اسمعني جيداً: كُلّنا مُعرَضون لمثلِ هذا النوع من النِزاعات. هذا النوع بالتحديد يستهلك طاقتك العاطفيّة ويضيّق نظرتك إلى الموضوع المطروح. تعتقد خطأً خلاله أنك تتصرف بعقلانيّة بينما الآخرون يجادلون بلا داعٍ. مع استنفاذ طاقتك العاطفية سيقلُّ الاهتمامَ بمشاعرِ الذنب تحديداً، وهي المشاعر التي تُنَبّهنا إلى عدمِ انتهاك الأعراف الأخلاقيّة أو الاجتماعيّة. في غياب هَذين المُراقبين العاطفيين، من المرجّح أن نقول أو نفعل أشياء نتأسف عليها لاحقًا. المرةُ القادمة وعندما تجدُ نفسك تتجه نحو نزاعٍ من هذا النوع مع أحد أفراد أسرتك أو زميل لك.
أنتَ تُجادل من أجلِ الفوز بدلاً من تغيير رأي الشخص الآخر، وتخلقُ مزيدًا من الصّراعِ دون كسبِ أي أرضيّة مُشتركة للحلّ.
- كيف نختار أفكارنا:
عليكَ أن تتعلّم كيفيّة اختيار أفكارك بنفس الطريقة التي تختارُ بها ملابسك كل يوم. هذا أهم خيارٍ تأخذه يومياً، وهذه قوة يجب أن لا تستهين بها أبداً. إذا كُنتَ تُريد السيطرةَ على الأمور السيئة في حياتك، فاعمل واجتهد على ذهنك. لا يمكنك السيطرة على ظروف حياتك، منظورك العقلي هو الشيءُ الوحيد الذي يجب أن تحاول السيطرة عليه.
اسمعني جيداً: اليوم لاحظ أفكارك أولاً بأول. انتبه إلى أيِّ نوعٍ من الأفكار يحتضنه ذهنك: إيجابي؟ سلبي؟ معقول؟ منطقي؟ مبني على أساس الخوف أو العار؟ ثم اطرح بعض الأسئلة السريعة حول هذه الأفكار التي لديك:
-هل هذا الفكر يخدمني جيداً؟
-هل هذا الفكر صحيح وصحي؟
- هل هذا الفكر يزيد من قلقي وحزني؟
نوعية أفكارك ستساعدك في أن تُصبِح الشخص الذي ترغب في أن تكون أو قد تقوّض نموّك.
16 نوفمبر . 2 دقيقة قراءة
08 أكتوبر . 10 دقائق قراءة